العمل الصالح يتفاضل الناس بينهُم في الحياة الدُنيا بقدر أعمالهِم الصالحة التي يؤدّونها إمّا لفرضٍ فرضهُ الله علينا أو لنافلة يقومُ بهِا الشخص لزيادة الأجر والثواب من الله سُبحانهُ وتعالى، ولأنَّ الأعمال الصالحة هيَ دليلُ التزامِ المُسلِم وسبيلٌ إلى ارتفاع درجته يومَ القيامة، فلا بُدَّ أن تكونَ هذهِ الأعمال ضمن شُروطٍ مُعيّنة لا تتجاوزها حتى تكونَ مقبولةً عندَ الله تعالى، حيث إنَّ قبول العَمل هوَ النتيجة التي يسعى إليها المُسلِم، فلا خيرَ في عَمل لا يتقبّلهُ الله تعالى، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى أهمّ هذهِ الشروط التي تجعل العملَ مُتقبّلاً عندَ الله تعالى بإذنه.
شُروط قبول العمل الصالح
- يجب أن يكون العمل الصالِح خالِصاً لوجه الله تعالى، لا يُشرِك العبد معَ الله أحدٌ من الخلق عندما ينوي القيام بأي عملٍ، فعندما تكون النية غير خالصةٍ لله تعالى يدخُلُها نوعٌ من الرياء، والرياء هوَ اختلاط العمل الصالِح ببعض نزواتِ النفس مثل حُبّ السُمعة والتباهي أمام الآخرين بالطاعة؛ كالذي يتصدّق على مرأى من الناس أو يُصلّي أمام الكاميرات.
كلّ هذهِ الأمور هيَ شرخٌ في الإخلاص ومداخِلٌ للشِرك الخفيّ الذي يتسلل إلى نفس المُسلم تدريجيّاً حتّى تكاد تكونُ الأعمال جميعها لغيرِ الله تعالى والعياذُ بالله، والإخلاص في العمل الصالِح هوَ أعظم الشُروط الخاصّة بقبول الله عز وجل للعمل؛ فلا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حجّ ولا حتّى شهادة في المعركة تُقبلُ عندَ الله تعالى إذا علِمَ عز وجل وجود الرياء فيها، فهوَ أغنى الأغنياء عن الشِرك سُبحانهُ وتعالى.
- يجب أن تكونَ الأعمال الصالحة مُنضبطة بالضوابط الشرعيّة ومرجعها كِتاب الله تعالى وسُنّةِ نبيّهِ الكريم مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام، فالعمل ولو كانَ صالحاً إذا كانَ فيه إخلالٌ بالانضباط بالمقاييس الشرعيّة فهوَ باطلٌ ولن يقبله الله تعالى.
- يجبَ أن يكونَ العمل على هديِ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام وهوَ ما يُسمّى بالاتبّاع أو المُتابعة، فالمُسلِم الحقيقيّ هوَ الذي يجعلَ جميعَ أعماله تبعاً لأعمال النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام، وهوَ ما يسمى بالاقتداء بسُنّة الرسول الكريم الذي لا ينطقُ عن الهوى إن هوَ إلاّ وحيٌ يوحى، والحِرص من المُسلم على مُتابعة عملِ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام والتأسّي بهِ هوَ شرطٌ لقبول العمل الصالح، لأنَّ اتبّاع ما جاءَ بهِ النبيّ عليهِ لصلاةُ والسلام هوَ اتبّاع للسُنّة النبويّة.
بينما مُخالفتها أو الإتيان بأمرٍ جديد لم يفعلهُ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام في مجال العبادات فهوَ البِدعة التي ليست من الدين، وإنّما هي إضافات بشريّة على الدين ليست منه وهيَ ضلالةٌ لصاحبها ولِمن اتبّعهُ فيها.